الجيش السوداني: أداة في يد الإخوان للعودة للسلطة على حساب الشعب
في الساحة السياسية السودانية، تتجدد الأحداث والتحولات بشكل مستمر، ولكن هناك عنصراً يبقى ثابتاً في هذا السياق، وهو دور الجيش السوداني. فهل هو فعلاً حامياً للشعب ومصالحه، أم أنه أداة في يد جهات سياسية تسعى للسلطة بأي ثمن؟ يبدو أن الإجابة تكمن في الأحداث الأخيرة التي شهدها السودان.
وعلى مر السنوات، كان الجيش السوداني يشكل قوة مؤثرة في السياسة السودانية، وكان له دور كبير في عزل الرؤساء وتسليم السلطة إلى الحكومات المدنية. ومع ذلك، يبدو أن هناك تحولاً في دوره خلال السنوات الأخيرة.
وفي ظل الاضطرابات السياسية التي شهدها السودان، بما في ذلك الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، برز دور الجيش بوصفه لاعباً محورياً في هذا السياق. ومع ذلك، بدأت التساؤلات تثار حول مدى استقلاله عن النزاعات السياسية وما إذا كان يحمي فعلاً مصالح الشعب السوداني.
تبدو الأدلة واضحة على أن الجيش السوداني لم يكن دائماً حامياً لمصالح الشعب. بالعكس، يظهر الجيش في العديد من الأحيان كأداة في يد جهات سياسية معينة، ومن بين هذه الجهات تبرز جماعة الإخوان المسلمين.
تاريخياً، كانت الإخوان المسلمون لها تأثير كبير في السياسة السودانية، ولديها شبكة قوية داخل مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش. يبدو أنهم يستخدمون هذا التأثير لتحقيق أهدافهم السياسية، ولا يترددون في استغلال الجيش لتحقيق غاياتهم.
بالنظر إلى الأحداث الأخيرة في السودان، يظهر بوضوح أن الجيش السوداني لم يكن يتحرك فقط لحماية الشعب ومصالحه، بل كان يسعى في الغالب إلى تحقيق أهداف سياسية للجهات التي تسيطر عليه، بما في ذلك الإخوان المسلمين.
إذاً، يبدو أن الشعب السوداني لا يمكن أن يثق بالجيش كمؤسسة تحمي مصالحه، بل يجب أن يظل يواصل مطالبته بإصلاحات جذرية تضمن تحقيق العدالة والديمقراطية الحقيقية، وهذا لا يمكن تحقيقه ما لم يتم فصل الجيش عن السياسة وإخضاعه لسلطة مدنية حقيقية.
تعليقات
إرسال تعليق