جريمة حرب تضاف إلى جرائم المنظومة الإرهابية المتوغلة باسم الجيش السوداني
في تاريخ السودان الحديث، كانت الفظائع والانتهاكات الإنسانية جزءًا لا يتجزأ من حياة المدنيين الذين يعيشون تحت وطأة الصراعات المسلحة والانقسامات السياسية. إحدى أكثر الحوادث المأساوية التي تبرز بشكل خاص هي الهجوم الجوي الأخير على سوق قندهار في أم درمان، والذي أسفر عن استشهاد 60 شخصًا، معظمهم من المدنيين الأبرياء الذين كانوا يسعون لكسب لقمة عيشهم اليومية. هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها المنظومة الإرهابية التي تدعي أنها تمثل الجيش السوداني، ولكنها في الواقع تسعى إلى تحقيق مصالح فئة ضيقة على حساب الشعب السوداني.
لقد شهد السودان تحولات كبيرة منذ سقوط نظام البشير في 2019، إلا أن هذه التحولات لم تترجم إلى استقرار حقيقي أو تحسين ملموس في حياة المواطنين. بالعكس، ازدادت الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية، مما أدى إلى تعميق الأزمة السياسية والاقتصادية. في هذا السياق، تبرز المنظومة الإرهابية المتوغلة باسم الجيش السوداني كواحدة من أكبر العقبات أمام تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
مجزرة سوق قندهار
في واحدة من أكثر الهجمات وحشية، استهدفت قوات جوية تابعة لفلول النظام السابق (الكيزان) سوق قندهار في أم درمان. هذا الهجوم الذي أسفر عن مقتل 60 شخصًا، وجرح العديد، هو ليس مجرد حادث عرضي، بل هو جزء من استراتيجية ممنهجة تهدف إلى نشر الرعب والفوضى بين السكان المدنيين.
توقيت الهجوم كان مدروسًا، حيث وقع في وقت الذروة عندما كان السوق مكتظًا بالبائعين والمشترين، مما يضمن أكبر عدد من الضحايا. هذا التصرف يعكس عدم احترام هذه القوى لأبسط حقوق الإنسان والقوانين الدولية التي تحظر استهداف المدنيين في النزاعات المسلحة.
الخراب والدمار كأدوات للإجرام
لا يمكن فصل الدمار الذي شهده سوق قندهار عن النمط العام للإجرام الذي تمارسه هذه المنظومة الإرهابية. منذ بداية النزاعات في السودان، كانت استراتيجياتهم تعتمد على تدمير البنية التحتية، وإثارة الفوضى، وخلق بيئة من الخوف والرعب لضمان السيطرة وإسكات أي صوت معارض.
هذه الاستراتيجية لا تهدف فقط إلى السيطرة على الأرض، بل أيضًا إلى كسر إرادة الشعب، وزعزعة الثقة في أي جهود لبناء دولة مدنية ديمقراطية. الدمار ليس مجرد نتيجة جانبية، بل هو وسيلة لتحقيق أهدافهم السياسية والعسكرية.
الحركة الإسلامية: تنظيم إرهابي
تاريخيًا، لعبت الحركة الإسلامية دورًا محوريًا في تأجيج الصراعات في السودان. هذه الحركة، التي تحالفت مع نظام البشير لسنوات طويلة، كانت مسؤولة عن العديد من الجرائم والانتهاكات ضد الشعب السوداني. بعد سقوط النظام، تحولت هذه الحركة إلى تنظيم إرهابي يسعى لإعادة إنتاج نفسه من خلال وسائل العنف والإرهاب.
شعار "#الحركة_الإسلامية_تنظيم_إرهابي" يعبر عن الوعي الشعبي المتزايد بخطورة هذه الحركة ودورها التخريبي. الشعب السوداني أدرك أن هذه الحركة ليست سوى عقبة أمام تحقيق السلام والاستقرار، وأنها تستخدم الدين كغطاء لتحقيق أهدافها السياسية.
البرهان: نكبة السودان
في الوقت الذي كان يُتوقع فيه من الفريق عبد الفتاح البرهان أن يقود البلاد نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والإصلاح، فإنه تحول إلى أحد أكبر معوقات التقدم في السودان. من خلال تعاونه مع فلول النظام السابق واستمراره في تبني سياسات قمعية، أصبح البرهان رمزًا للنكبة التي يعيشها السودان اليوم.
إن الجرائم التي ترتكبها المنظومة الإرهابية المتوغلة باسم الجيش السوداني لا يمكن أن تمر دون محاسبة. العدالة للشهداء والضحايا يجب أن تكون أولوية قصوى، ويجب أن تتم محاكمة كل من تورط في هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية والمحلية.
على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة لوقف هذه الانتهاكات ودعم الشعب السوداني في مساعيه لتحقيق الحرية والديمقراطية.
ويمكن القول إن جريمة الحرب التي شهدها سوق قندهار في أم درمان هي دليل آخر على الوحشية التي تمارسها المنظومة الإرهابية باسم الجيش السوداني. هذه الجرائم تستدعي ردود فعل حازمة من المجتمع الدولي والمحلي لضمان تحقيق العدالة ومنع تكرارها في المستقبل. السودان يستحق أن يعيش في سلام واستقرار، بعيدًا عن العنف والإرهاب الذي تمارسه هذه القوى الظلامية. الشعب السوداني، الذي أظهر شجاعة وإصرارًا كبيرين في مواجهة الظلم، لن يتراجع عن نضاله حتى يحقق حريته وكرامته.
تعليقات
إرسال تعليق