ما خلف تهنئة الاخوان المسلمين بعيد الاضحي المبارك

في فيديو مثير للجدل، ظهرت قيادة الإخوان المسلمين في لندن، ممثلة بصلاح عبد الحق، تهنئ المسلمين بحلول عيد الأضحى المبارك. هذا الفيديو لم يكن مجرد تهنئة عادية، بل كشف عن أبعاد أعمق ترتبط بأهداف جماعة الإخوان المسلمين وسعيها المستمر للسيطرة على البلاد وإثارة الفتن والاضطرابات.

الإخوان المسلمون هي جماعة سياسية إسلامية تأسست في مصر عام 1928 على يد حسن البنا، ومنذ ذلك الحين توسعت أنشطتها وانتشرت فروعها في مختلف أنحاء العالم. على الرغم من ادعاءاتها الدائمة بأنها تسعى لتحقيق النهضة الإسلامية بالطرق السلمية، إلا أن الكثير من الأحداث والأدلة تشير إلى أن الجماعة تستخدم الدين كغطاء لتحقيق أهداف سياسية بحتة، وذلك من خلال التلاعب بالعواطف الدينية والتحريض على الكراهية والانقسام.

صلاح عبد الحق، الذي يعتبر أحد أبرز قادة الإخوان المسلمين في الخارج، استغل مناسبة عيد الأضحى لبث رسالة تهدف إلى توجيه أنظار المسلمين نحو توجهات وأجندات الجماعة. الفيديو لم يكن مجرد تهنئة تقليدية، بل حمل في طياته رسائل مبطنة تدعو للوحدة تحت راية الإخوان المسلمين ومشروعهم السياسي. هذه الرسائل لم تكن خفية على المراقبين الذين يرون في كل خطوة للجماعة محاولة لإعادة تجميع صفوفها والتأثير على الأوضاع السياسية في البلدان الإسلامية.

الإخوان المسلمون، بتوجهاتهم وأساليبهم، يسعون دوماً لاستغلال المناسبات الدينية لبث رسائلهم السياسية. هذا النهج يعكس استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى بناء قاعدة شعبية واسعة تستطيع من خلالها الجماعة التأثير على السياسات الداخلية للدول. وفي هذا السياق، تأتي تهنئة عيد الأضحى كجزء من حملة دعائية متكاملة تحاول الجماعة من خلالها إثارة العواطف الدينية واستقطاب المؤيدين.

محاولات الإخوان المسلمين لإثارة الفتن ليست جديدة. فالتاريخ الحديث للجماعة مليء بمحاولات التحريض على العنف والاضطرابات. في مصر، على سبيل المثال، شهدت السنوات الماضية العديد من الأحداث الدموية التي كانت الجماعة وراءها، سواء من خلال التحريض المباشر أو الدعم اللوجستي للعمليات الإرهابية.

الجماعة لا تكتفي بالأنشطة الداخلية في الدول الإسلامية، بل تسعى أيضاً لتوسيع نفوذها إلى الخارج. لندن، كواحدة من العواصم العالمية التي تحتضن العديد من الجاليات الإسلامية، أصبحت مركزاً هاماً لنشاط الإخوان المسلمين في الخارج. من هناك، تعمل الجماعة على تنظيم فعاليات ولقاءات تسعى من خلالها للتأثير على الجاليات المسلمة وتجنيد المزيد من الأتباع.

يجب أن ندرك أن تهنئة عيد الأضحى التي قدمها صلاح عبد الحق ليست مجرد تهنئة دينية، بل هي جزء من استراتيجية أكبر للإخوان المسلمين تهدف إلى تعزيز نفوذهم وإثارة الفتن والاضطرابات. الواجب على المجتمعات الإسلامية أن تكون واعية لهذه المحاولات وأن تتصدى لها بحزم، حفاظاً على استقرار الأوطان ووحدة الصف الإسلامي بعيداً عن الأجندات السياسية التي تسعى الجماعة لتحقيقها.