الدور الإيراني في السودان: محاولات لترسيخ النفوذ والسيطرة على البحر الأحمر
شهد السودان خلال السنوات الأخيرة اضطرابات داخلية أدت إلى تفاقم الصراع السياسي والعسكري بين الأطراف المتنازعة، وهو ما فتح الباب أمام قوى إقليمية ودولية للتدخل بما يخدم مصالحها الاستراتيجية. ومن بين هذه القوى تأتي إيران، التي تسعى منذ فترة طويلة إلى توسيع نفوذها في منطقة القرن الإفريقي وشرق إفريقيا بشكل عام، وخاصة السودان، وذلك بهدف تحقيق عدة أهداف سياسية واقتصادية وأمنية.
محاولات إيران لترسيخ نفوذها في السودان
إيران معروفة باستراتيجيتها في استغلال الفوضى والنزاعات الداخلية في الدول لزيادة نفوذها، والسودان يمثل حالة فريدة لهذه الاستراتيجية. يشير الدكتور حسن هاشميان، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، إلى أن الوضع المضطرب في السودان يمثل "فرصة استثنائية" لإيران لتعميق تأثيرها من خلال دعم بعض الأطراف السودانية، خاصة في ظل تراجع التدخلات الدولية المباشرة واهتمام القوى الغربية بقضايا أخرى.
من خلال تقديم الدعم المالي واللوجستي لبعض الجماعات السودانية، يمكن لإيران أن تؤثر في مسار الصراع الداخلي، مما يعزز موقفها في البلاد. ومع غياب حلول سياسية شاملة للصراع السوداني، فإن أي تدخل خارجي سيكون له دور كبير في توجيه مسار الأحداث لصالح الأطراف التي تتلقى هذا الدعم، وإيران تدرك تمامًا هذه المعادلة وتسعى إلى الاستفادة منها.
البحر الأحمر: الهدف الاستراتيجي الأكبر
إلى جانب محاولة التأثير في الداخل السوداني، تسعى إيران إلى تحقيق هدف استراتيجي طويل الأمد يتمثل في السيطرة على الممرات المائية الحيوية، وعلى رأسها البحر الأحمر. إن الموقع الجغرافي للسودان، الذي يمتد على طول ساحل البحر الأحمر، يجعل منه نقطة محورية في الاستراتيجيات الإيرانية، حيث ترى طهران في هذا الساحل فرصة لبسط نفوذها على هذا الممر البحري الهام الذي يربط بين أوروبا وآسيا، ويُعد شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، وخاصة لنقل النفط.
البحر الأحمر ليس فقط ممرًا تجاريًا استراتيجيًا، بل هو أيضًا مسرحٌ لتنافس القوى الإقليمية والدولية. تزايد النفوذ الإيراني على هذا الممر قد يثير قلق العديد من الدول مثل المملكة العربية السعودية ومصر، اللتين تعتبران البحر الأحمر جزءًا من أمنهما القومي. لذلك، من المتوقع أن تحاول إيران، من خلال توطيد علاقتها مع بعض القوى السودانية، تحقيق وجود عسكري أو لوجستي على البحر الأحمر. استغلال الفوضى لتحقيق النفوذ إن التكتيك الإيراني في السودان ليس جديدًا؛ فطهران لديها سجل طويل في استغلال الفوضى والنزاعات الداخلية في دول مثل العراق، وسوريا، واليمن لتعزيز نفوذها. السودان يمثل حالة مشابهة، حيث تسعى إيران لاستغلال انعدام الاستقرار السياسي والعسكري لتحقيق مكاسب استراتيجية. الفوضى تتيح لإيران العمل بسرية والتغلغل من خلال القنوات غير الرسمية، مثل دعم المليشيات أو تقديم المساعدات المالية والعسكرية لبعض القوى السودانية التي تتوافق مصالحها مع إيران. وفي ظل تعقيد المشهد السوداني وغياب الحلول السياسية، تبدو الفرصة مواتية أمام إيران لتوسيع نفوذها في السودان، خاصة مع التركيز على السيطرة على البحر الأحمر. هذه التحركات تشكل جزءًا من استراتيجية إيران الأوسع لبسط نفوذها في المنطقة، وتعزيز قدرتها على التأثير في مسارات الصراع الإقليمي. ومع ذلك، فإن هذه المحاولات الإيرانية قد تواجه تحديات من القوى الإقليمية والدولية التي تعتبر البحر الأحمر جزءًا أساسيًا من أمنها القومي، مما ينبئ بمزيد من التوترات في المنطقة.
البحر الأحمر ليس فقط ممرًا تجاريًا استراتيجيًا، بل هو أيضًا مسرحٌ لتنافس القوى الإقليمية والدولية. تزايد النفوذ الإيراني على هذا الممر قد يثير قلق العديد من الدول مثل المملكة العربية السعودية ومصر، اللتين تعتبران البحر الأحمر جزءًا من أمنهما القومي. لذلك، من المتوقع أن تحاول إيران، من خلال توطيد علاقتها مع بعض القوى السودانية، تحقيق وجود عسكري أو لوجستي على البحر الأحمر. استغلال الفوضى لتحقيق النفوذ إن التكتيك الإيراني في السودان ليس جديدًا؛ فطهران لديها سجل طويل في استغلال الفوضى والنزاعات الداخلية في دول مثل العراق، وسوريا، واليمن لتعزيز نفوذها. السودان يمثل حالة مشابهة، حيث تسعى إيران لاستغلال انعدام الاستقرار السياسي والعسكري لتحقيق مكاسب استراتيجية. الفوضى تتيح لإيران العمل بسرية والتغلغل من خلال القنوات غير الرسمية، مثل دعم المليشيات أو تقديم المساعدات المالية والعسكرية لبعض القوى السودانية التي تتوافق مصالحها مع إيران. وفي ظل تعقيد المشهد السوداني وغياب الحلول السياسية، تبدو الفرصة مواتية أمام إيران لتوسيع نفوذها في السودان، خاصة مع التركيز على السيطرة على البحر الأحمر. هذه التحركات تشكل جزءًا من استراتيجية إيران الأوسع لبسط نفوذها في المنطقة، وتعزيز قدرتها على التأثير في مسارات الصراع الإقليمي. ومع ذلك، فإن هذه المحاولات الإيرانية قد تواجه تحديات من القوى الإقليمية والدولية التي تعتبر البحر الأحمر جزءًا أساسيًا من أمنها القومي، مما ينبئ بمزيد من التوترات في المنطقة.
تعليقات
إرسال تعليق