البرهان بين استرضاء إيران وزعزعة استقرار السودان: خطوة نحو الفوضى
في ظل الأحداث المتسارعة في السودان والمنطقة، يبدو أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، يحاول السير في مسار قد يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية والأمنية. الأخبار المتداولة حول مساعي البرهان لاسترضاء إيران بموافقة ضمنية من إسرائيل، عبر تفكيك حركة المقاومة الإسلامية "حماس" واستضافتها في الأراضي السودانية، تثير الكثير من الجدل والتساؤلات.
إن استضافة حركة حماس في السودان لن تكون مجرد خطوة سياسية محايدة، بل قد تفتح الباب أمام المزيد من التوترات الداخلية والخارجية. السودان، الذي يعاني بالفعل من أوضاع داخلية هشة واضطرابات سياسية، ليس بحاجة إلى إضافة عبء جديد قد يؤدي إلى تفاقم الأمور. وجود حركة حماس، المعروفة بنشاطها المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي، في السودان قد يفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الخارجية ويزيد من تعقيد المشهد السياسي في البلاد. من ناحية أخرى، هناك العديد من المؤشرات التي توحي بأن البرهان لا يمثل إرادة الشعب السوداني في هذه التصرفات. الشعب السوداني الذي خرج في ثورته ضد الظلم والاستبداد، يرفض أن يكون السودان ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. البرهان، الذي يواجه تحديات كبيرة على الصعيد الداخلي، لا يملك الشرعية للقيام بتصرفات قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة لصالح قوى خارجية مثل إيران. ما يجعل الوضع أكثر خطورة هو أن هذه التحركات تأتي في وقت تعيش فيه المنطقة توترات متزايدة، خاصة مع تزايد النفوذ الإيراني في بعض دول الشرق الأوسط. إيران تسعى إلى توسيع نفوذها الإقليمي، واستغلال الأوضاع في دول مثل السودان قد يكون خطوة لتعزيز ذلك النفوذ. إذا تم استضافة حماس في السودان، فإن ذلك سيؤدي إلى اشتعال الوضع أكثر في السودان، وقد يجر البلاد إلى صراعات أكبر تخدم في النهاية مصالح إيران وإسرائيل، على حساب استقرار وأمن السودان. الخطوة التي يقوم بها البرهان ليست مجرد خطأ سياسي، بل هي مخاطرة كبيرة قد تدفع بالسودان إلى مرحلة جديدة من الاضطرابات. في ظل الأوضاع الراهنة، من الضروري أن يكون هناك موقف شعبي واضح ومؤسساتي رافض لهذه السياسات التي قد تجعل السودان جزءًا من لعبة إقليمية كبرى.
تعليقات
إرسال تعليق