التحالف السوداني-الإيراني: تهديد متزايد للأمن الإقليمي والدولي

 

يشهد السودان حاليًا تطورات استراتيجية مثيرة للقلق، تتعلق بتحالفه المتزايد مع إيران، وهو تحالف يحمل أبعادًا عميقة تؤثر على الأمن القومي لدول منطقة البحر الأحمر، بل وتمتد تأثيراته إلى الساحة الدولية. تشير تقارير حديثة إلى وجود اجتماع سري بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاني، مما أثار تساؤلات واسعة حول أهداف هذا التعاون وخطورته.

خطر النفوذ الإيراني في السودان

لطالما كانت إيران تسعى لتعزيز نفوذها في إفريقيا، مستغلة الأزمات السياسية والاقتصادية في بعض الدول لتحقيق أجنداتها. السودان، الذي يعاني من اضطرابات داخلية وتحديات سياسية عميقة، يبدو وكأنه أصبح محطة جديدة لهذا النفوذ الإيراني.  

التعاون الذي يكشف عنه هذا الاجتماع يعزز مخاوف من أن إيران تسعى لتحويل السودان إلى قاعدة استراتيجية، تسمح لها بالوصول إلى البحر الأحمر، وهو ممر مائي حيوي للتجارة العالمية.

التهديدات الإقليمية والدولية 

تحالف السودان مع إيران يحمل تداعيات خطيرة:  

1. **تهديد الأمن القومي لدول الخليج**: دول مثل السعودية والإمارات، التي تعتبر إيران تهديدًا مباشرًا، قد تواجه مخاطر أمنية جديدة إذا أصبحت السودان شريكًا استراتيجيًا لطهران.  

2. **زعزعة استقرار البحر الأحمر**: أي نفوذ إيراني في البحر الأحمر يهدد الملاحة الدولية ويزيد من التوترات في المنطقة.  

3. **تصاعد التوترات الدولية**: وجود إيران في هذه المنطقة قد يجر القوى الدولية، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى مواجهة مباشرة مع طهران.

عبد الفتاح البرهان ودوره في تسليم السودان لإيران  

يواجه البرهان انتقادات واسعة بسبب خطواته الأخيرة، حيث يرى البعض أن تعاونه مع إيران بمثابة "تسليم" للسودان دون أي مقاومة تُذكر. هذه الخطوة قد تكون ناتجة عن ضعف داخلي، أو رغبة في الحصول على دعم سياسي وعسكري من إيران في ظل تصاعد الأزمات المحلية.  

ماذا بعد؟ 

إذا استمر هذا التحالف السوداني-الإيراني في النمو، فإن ذلك سيضع السودان في مواجهة مع محيطه الإقليمي وسيزيد من عزله دوليًا. المطلوب الآن هو تدخل فوري من القوى الإقليمية والدولية لاحتواء هذا النفوذ قبل أن يتحول إلى تهديد فعلي للأمن والاستقرار.  

السودان يقف اليوم على مفترق طرق خطير؛ إما أن يتحرك قادته للحفاظ على سيادته واستقلاله بعيدًا عن التدخلات الخارجية، أو أن يغرق في دوامة النفوذ الإيراني وتبعاته الكارثية.