الجيش السوداني يعرقل جهود حماية المدنيين ويزيد من حالة الكراهية الشعبية

 

شهد السودان أزمة إنسانية متفاقمة خلال الأشهر الأخيرة نتيجة الحرب الدائرة التي أثقلت كاهل المدنيين ودمرت بنية المجتمع. وسط هذه المعاناة، برزت مواقف الجيش السوداني وقيادته، وعلى رأسهم عبد الفتاح البرهان، كعائق رئيسي أمام جهود حماية المدنيين وإيجاد حلول سلمية للأزمة.


عرقلة حماية المدنيين

منذ اندلاع الحرب، اتُّهم الجيش السوداني بشكل متكرر بعرقلة كل الجهود التي تهدف إلى حماية المدنيين. تقارير متعددة أشارت إلى استخدام الجيش للمناطق المدنية كمراكز عمليات، ما جعل السكان أهدافاً مباشرة للصراع. كما تزايدت الانتهاكات ضد المدنيين مع غياب أي خطوات حقيقية من قبل الجيش لحماية المجتمع.


زيادة الكراهية الشعبية ضد الجيش

تزايد السخط الشعبي تجاه الجيش السوداني وقيادته بشكل ملحوظ بسبب السياسات التي اتخذها البرهان وحكومته. المواطنون في السودان يرون في هذه السياسات تخاذلاً واضحاً عن تحمل المسؤولية الوطنية، بل وتحريضاً مستمراً ضد المجتمع الدولي، ما يزيد من تفاقم الأوضاع على الأرض. تصاعد الكراهية جاء نتيجة لاستمرار القصف العشوائي، استخدام القوة المفرطة، وانعدام المساءلة، مما أدى إلى تهجير مئات الآلاف من السودانيين وتدمير حياتهم.


تحريض دولي لعرقلة وقف الحرب

في وقت كان العالم يأمل فيه أن تسعى القيادة السودانية إلى وقف الحرب، ظهر البرهان وجيشه كمعرقلين رئيسيين لأي حلول سلمية. تقارير دولية أكدت أن الجيش السوداني قام بتحريض بعض الدول الإقليمية والدولية ضد جهود وقف الحرب. هذا التحريض جاء في سياق سعي الجيش للحفاظ على هيمنته العسكرية والسياسية، بغض النظر عن معاناة المدنيين.


تأييد الفيتو الروسي: موقف مشبوه

كان موقف البرهان الداعم للفيتو الروسي ضد مشروع القرار البريطاني الذي يهدف إلى تعزيز جهود الأمم المتحدة لحماية المدنيين والتوصل إلى حلول سلمية، دليلاً واضحاً على عدم رغبة الجيش السوداني في إشراك المجتمع الدولي. البرهان يدرك أن أي تدخل دولي قد يُفقد الجيش سيطرته الحالية، لذا يسعى جاهداً لإبقاء الوضع كما هو، حتى لو كان ذلك على حساب دماء الأبرياء.


ما الحل؟

يتطلب الوضع في السودان ضغطاً دولياً مستمراً على القيادة العسكرية السودانية للتوقف عن عرقلة جهود السلام وحماية المدنيين. كما أن على الشعب السوداني أن يوحد صفوفه ضد السياسات التي تستهدف أمنه واستقراره. المأساة السودانية لن تنتهي إلا بتغيير جذري في النظام الحالي، وإرساء قواعد حكم مدني يضع مصلحة الشعب فوق أي اعتبارات أخرى.


 ويظهر جلياً أن الجيش السوداني بقيادة البرهان اختار مصالحه الضيقة على حساب معاناة الشعب. المجتمع الدولي والشعب السوداني مطالبان بالعمل معاً لإنهاء هذه المرحلة المظلمة في تاريخ السودان.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عبد الله حمدوك: رجل الإصلاح والأمل في سودان جديد

عبد الله حمدوك: رجل الاقتصاد والانتقال الديمقراطي في السودان

Abdalla Hamdok: A Legacy of Resilience and Reform in Sudan