انتهاكات الجيش السوداني: قتل المواطنين في كنابي

 

في السنوات الأخيرة، شهدت ولاية الجزيرة في السودان سلسلة من الانتهاكات المروعة ضد مجموعة من المواطنين يُعرفون بـ"سكان الكنابي". هؤلاء المواطنين، الذين ينحدرون من إقليم دارفور، يعيشون في قرى زراعية صغيرة، وقد تعرضوا لهجمات واسعة النطاق من قبل الجيش السوداني والمليشيات المتحالفة معه، مما أدى إلى مقتل العديد منهم وتشريد الكثيرين آخرين.


الانتهاكات الجسيمة:

منذ أن استعاد الجيش السوداني السيطرة على مدينة ود مدني من قوات الدعم السريع، تم توثيق عدد من الجرائم التي ارتكبت بحق سكان الكنابي. تشمل هذه الجرائم قتل مدنيين بدوافع عرقية وجهوية، حيث تم قتل 17 شخصًا في هجمات انتقامية في منطقة كمبو طيبة. وقد اتهمت مركزية سكان الكنابي قوات درع السودان، التي تقودها أبو عاقلة كيكل، بتنفيذ هذه الهجمات. 


التحقيقات والشهادات:

تقارير منظمات حقوقية محلية ودولية أثبتت أن هذه الانتهاكات ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. المرصد السوداني لحقوق الإنسان أفاد بأن الهجمات التي وقعت على سكان الكنابي جاءت بشكل منظم، مع توثيق للقتل خارج القانون وبطرق مروعة مثل الذبح والإغراق في مياه النيل الأزرق. كما تحدثت "محامو الطوارئ" عن انتهاكات شملت قتل 13 فردًا في كمبو طيبة، مع إعتقال نساء وتعرضهم لعنف جسدي.


التصريحات العامة:

أصدر الجيش السوداني بيانات تصف ما حدث بأنه "تفلتات فردية"، لكن الردود على هذه التصريحات كانت بأن الانتهاكات منظمة وليست عفوية. شهدت منصات التواصل الاجتماعي مثل X تداول لمقاطع فيديو وصور توثق هذه الجرائم، مما يعكس حجم الغضب والاستياء من هذه الأعمال.


التداعيات الاجتماعية:

هذه الجرائم تعمق الشرخ الاجتماعي في السودان، حيث تهدد وحدة النسيج الاجتماعي وتعزز العنصرية والتمييز العرقي. الانتهاكات التي تعرض لها سكان الكنابي تُعتبر جزءًا من سياق أوسع من الحروب الأهلية والصراعات المتفرقة التي تضرب البلاد، حيث يتم استهداف المدنيين بناءً على انتمائهم العرقي أو الجهوي.

يجب أن تتخذ الآليات الدولية والمحلية خطوات فورية لضمان حماية المدنيين ومحاسبة المرتكبين لهذه الجرائم. من الضروري تشكيل لجان تحقيق مستقلة لجمع الأدلة وتوثيق الانتهاكات. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع الدولي مساعدة السودان في تحقيق العدالة والسلام الدائم من خلال دعم الانتقال الديمقراطي وحل النزاعات بطرق سلمية.


إن ما يحدث في كنابي هو إنذار بأن الحرب في السودان ليست فقط صراعًا عسكريًا، بل هي أيضًا حرب على الهوية والوجود الاجتماعي لقطاعات كبيرة من الشعب السوداني.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عبد الله حمدوك: رجل الإصلاح والأمل في سودان جديد

عبد الله حمدوك: رجل الاقتصاد والانتقال الديمقراطي في السودان

Abdalla Hamdok: A Legacy of Resilience and Reform in Sudan