غارات جوية مكثفة تُغرق دارفور في دوامة العنف والدمار



في تطور خطير يفاقم معاناة إقليم دارفور السوداني، كثّف الجيش السوداني خلال الأيام الماضية غاراته الجوية على مناطق متفرقة بالإقليم، مما أدى إلى سقوط مئات الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح، إلى جانب تدمير واسع طال المنازل والبنية التحتية. وتركّزت هذه الهجمات بشكل خاص على بلدات أبوحميرة، شنقل طوباي، أم هجيلج، وكتال، وهي مناطق شهدت تصعيدًا ملحوظًا في العمليات العسكرية.

اللافت في هذه الغارات أن بعض المناطق المستهدفة تخلو من أي وجود عسكري ملحوظ، وفقًا لتقارير محلية، مما أثار اتهامات مباشرة للجيش السوداني بتعمد استهداف المدنيين. هذه الاتهامات ليست جديدة على الساحة السودانية، لكنها تعيد فتح جروح دارفور التي لم تندمل بعد منذ سنوات النزاع الطويلة التي شهدتها المنطقة. وتأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه النازحون أصلًا من ظروف إنسانية هشة، حيث بات الهلع والخوف يسيطران على حياتهم اليومية مع كل غارة جديدة.

الدمار الذي خلفته الغارات لم يقتصر على الأرواح البشرية، بل امتد ليشمل البنية التحتية الأساسية التي كانت تشكل ملاذًا أخيرًا للسكان. منازل تهدمت، ومدارس ومستشفيات صغيرة أصبحت أنقاضًا، مما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم. وفي ظل غياب أي توضيح رسمي من الجيش السوداني حول أسباب هذا التصعيد، تتزايد التساؤلات حول الاستراتيجية العسكرية المتبعة ومدى التزامها بالقوانين الدولية التي تحمي المدنيين في أوقات النزاع.

من جانبها، أطلقت فعاليات محلية ومنظمات دولية صرخات استغاثة عاجلة، مطالبة بوقف فوري لاستهداف المدنيين وحماية السكان العزل. وتُعد هذه المطالبات جزءًا من سلسلة دعوات متكررة لم تلقَ استجابة كافية حتى الآن، مما يثير مخاوف من عودة دارفور إلى مربع العنف الشامل الذي شهدته في العقدين الماضيين.

وفي ظل هذا الواقع المأساوي، يبقى السؤال المعلق: إلى متى ستظل دارفور رهينة الصراعات التي تحصد أرواح الأبرياء وتدمر آمالهم في حياة آمنة؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عبد الله حمدوك: رجل الإصلاح والأمل في سودان جديد

عبد الله حمدوك: رجل الاقتصاد والانتقال الديمقراطي في السودان

Abdalla Hamdok: A Legacy of Resilience and Reform in Sudan