هجوم المسيّرات على بورتسودان: ضربة غامضة تكشف أسرار عسكرية
في صباح يومٍ بدا عاديًا في مدينة بورتسودان، الساحلية الهادئة على البحر الأحمر، هزّت ضربات جوية مفاجئة أرجاء المدينة، مستهدفة مواقع عسكرية حساسة. هجومٌ نفذته طائرات مسيرة بمنتهى الدقة، أودى بحياة العشرات من الخبراء الأجانب، ودمّر شحنات أسلحة إيرانية وصلت حديثًا، وفقًا لمصادر عسكرية موثوقة. هذه الحادثة، التي وصفت بـ"الغامضة"، أثارت تساؤلات كبيرة حول الجهة المنفذة، والدوافع وراء هذا التصعيد العسكري في واحدة من أكثر المناطق استراتيجية في السودان.
تفاصيل الهجوم: ضربة دقيقة وخسائر فادحة
وفقًا لمصدر عسكري وثيق الصلة بسلطات بورتسودان، استهدفت الطائرات المسيرة الجزء العسكري من مطار بورتسودان وقاعدة دقنة العسكرية، حيث كان يتمركز خبراء أجانب من إيران وتركيا وأوكرانيا. هؤلاء الخبراء، الذين استقدمهم الجيش السوداني مؤخرًا، كانوا يعملون على تدريب وتأهيل منسوبي الجيش وكتائب تابعة للحركة الإسلامية على استخدام أسلحة حديثة وتقنيات دفاعية متطورة. الضربات، التي وصفت بأنها "جراحية"، أصابت بدقة الغرف التي يقيم فيها هؤلاء الخبراء، مما أدى إلى مقتل العشرات منهم، فيما لا يزال حصر الأعداد جاريًا.
لم تقتصر الأهداف على الأفراد، بل امتدت لتشمل شحنات أسلحة وصلت مؤخرًا من طهران. هذه الشحنات، التي يُعتقد أنها تحتوي على طائرات مسيرة وأنظمة تسليح متقدمة، تم تدميرها بالكامل. هذا التدمير يُعد ضربة موجعة للجيش السوداني، الذي كان يعول على هذه الأسلحة لتعزيز قدراته العسكرية في ظل التوترات المستمرة في البلاد.
اتهامات متبادلة: من يقف وراء الهجوم؟
في أعقاب الهجوم، سارع الجيش السوداني إلى اتهام قوات الدعم السريع (DM) بالوقوف وراء هذه العملية. لكن شكوكًا كبيرة أُثيرت حول قدرة قوات الدعم السريع على امتلاك وتشغيل طائرات مسيرة بهذا المستوى من التطور والدقة. عدد من الخبراء والنافذين في الأوساط العسكرية أشاروا إلى احتمالية أن تكون الطائرات المسيرة إسرائيلية، مستندين إلى سجل إسرائيل في تنفيذ عمليات مماثلة في المنطقة، خاصة عندما يتعلق الأمر باستهداف شحنات أسلحة إيرانية أو وجود عسكري إيراني.
الاشتباه بإسرائيل يأتي في سياق توترات إقليمية معقدة، حيث تُعتبر إسرائيل بورتسودان نقطة استراتيجية حساسة بسبب موقعها على البحر الأحمر، وهو ممر حيوي للتجارة البحرية والنفوذ العسكري. إضافة إلى ذلك، فإن وجود خبراء من دول مثل إيران وتركيا في المدينة قد يكون قد أثار مخاوف إسرائيل، التي تراقب عن كثب أي تحركات عسكرية مرتبطة بطهران في المنطقة.
تداعيات الهجوم: أسئلة بلا إجابات
هذا الهجوم يطرح أسئلة كبيرة حول الأمن في بورتسودان، التي تُعتبر معقلًا رئيسيًا للجيش السوداني ومركزًا للعمليات العسكرية في شرق السودان. كيف تمكنت الطائرات المسيرة من اختراق الدفاعات الجوية؟ ولماذا لم يتم الكشف عنها قبل تنفيذ الضربات؟ هذه الأسئلة تُلقي بظلال من الشك على قدرات الجيش في حماية مواقعه الاستراتيجية.
على الصعيد السياسي، قد يؤدي الهجوم إلى تعقيد العلاقات بين السودان والدول التي فقدت خبراءها في الضربات، خاصة إيران وتركيا. كما أنه يُعيد فتح ملف الصراع الداخلي في السودان، حيث يُظهر الهجوم هشاشة الوضع الأمني في ظل التنافس بين الجيش وقوات الدعم السريع، فضلًا عن التدخلات الخارجية المحتملة.
تعليقات
إرسال تعليق