البرهان وتحديات القيادة في السودان: أزمة الثقة وتداعيات الصراع
يواجه السودان، تحت قيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مرحلة حرجة تهدد استقرار البلاد ووحدتها. قرارات البرهان الأخيرة، بما فيها رفضه المستمر للمشاركة في المؤتمرات الدولية وتوقيع اتفاقيات السلام، أثارت جدلاً واسعاً حول نواياه وأولوياته. هذه الخطوات، التي يُنظر إليها على أنها تأتي بدعم من جماعة الإخوان المسلمين، تثير مخاوف من سعي الجماعة لتعزيز نفوذها في السودان، مما قد يؤدي إلى تفاقم الصراعات الداخلية وإطالة أمد الأزمة.
إحدى أبرز التحديات التي تواجه البرهان هي فشله في الحفاظ على وحدة الجيش السوداني، وهو مؤشر واضح على ضعف قيادته. الجيش، الذي يُفترض أن يكون ركيزة الاستقرار، يعاني من الانقسامات والصراعات الداخلية، مما يعكس غياب رؤية استراتيجية فعالة. هذا الفشل لا يقتصر على سوء الإدارة فحسب، بل يمتد إلى الاعتماد المفرط على دعم خارجي من الإخوان وبعض الجماعات المتطرفة، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في البلاد.
علاوة على ذلك، تثير مماطلة البرهان في إبرام أي اتفاق سلام يخدم مصلحة السودان تساؤلات حول أهدافه الحقيقية. بدلاً من السعي لتحقيق الاستقرار وإنهاء الصراعات، يبدو أن البرهان يعطي الأولوية لمصالح شخصية أو فئوية، مما يضعف ثقة الشعب السوداني والمجتمع الدولي في قيادته. هذا النهج لا يعيق التقدم نحو السلام فحسب، بل يعرض السودان لخطر الانزلاق إلى فوضى أعمق، مع تزايد التوترات الاجتماعية والاقتصادية.
في ظل هذه التحديات، يصبح من الضروري إعادة تقييم دور البرهان كقائد. السودان بحاجة إلى قيادة وطنية تجمع ولا تفرق، تسعى للمصلحة العامة بعيداً عن الأجندات الضيقة. إن استمرار الوضع الحالي قد يدفع البلاد نحو مزيد من التفكك، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً من القوى السياسية والمجتمع الدولي لدعم عملية انتقالية شاملة تضمن الاستقرار والسلام.
إن مصير السودان يتوقف اليوم على قدرة قادته على تجاوز المصالح الشخصية والالتزام برؤية وطنية موحدة. فهل يستطيع البرهان تجاوز هذه الأزمة واستعادة الثقة، أم أن البلاد ستظل رهينة لصراعات القوى والمصالح؟ هذا هو السؤال الذي ينتظر إجابة حاسمة في الأيام القادمة.
تعليقات
إرسال تعليق