الكيزان وسلطة البرهان: خيانة الشعب السوداني وحرب الانتقام
تتواصل المأساة في السودان، حيث يعيش الشعب تحت وطأة حرب مدمرة تكشف يومًا بعد يوم عن وجهها القبيح. الحقائق التي بدأت تتكشف تؤكد أن ما يحدث ليس مجرد صراع عسكري، بل هو مخطط ممنهج يقوده تحالف الكيزان وسلطة الجيش بقيادة البرهان، يهدف إلى الانتقام من شعب أسقط نظام الإنقاذ بثورة ديسمبر المجيدة. في هذا المقال، نسلط الضوء على أربع حقائق صادمة تكشف زيف الروايات الرسمية وتوضح حجم الخيانة التي يتعرض لها الشعب السوداني.
أولاً: أكاذيب الجيش والكيزان حول مواجهة الدعم السريع
منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، حاولت سلطة الجيش بقيادة البرهان تسويق رواية مفادها أنها تحمي الوطن وتصد هجمات الدعم السريع. لكن هذه الرواية سرعان ما انهارت أمام الحقائق. التقارير الميدانية تؤكد أن الجيش فشل في تحقيق تقدم حقيقي، بل إن العديد من المعارك التي يدعي انتصاره فيها لم تكن سوى عمليات دعائية للتغطية على الخسائر الفادحة. هذه الأكاذيب ليست جديدة، فالكيزان، الذين يسيطرون على مفاصل الجيش، اعتادوا على تضليل الشعب للحفاظ على نفوذهم، مستخدمين الإعلام كأداة لتزييف الحقائق.
ثانيًا: سلطة بورتسودان وخيانة الشعب السوداني
تحالف البرهان والكيزان، الذي يدير البلاد من بورتسودان، لم يكتفِ بخداع الشعب، بل تجاوز ذلك إلى ارتكاب جرائم مروعة ضده. على مدار سنوات، شهد السودان مجازر وحشية، من قمع المتظاهرين في ثورة ديسمبر إلى استهداف المدنيين في مناطق النزاع. هذه السلطة، التي تدعي تمثيل الشعب، لم تتورع عن استخدام القوة المفرطة لتثبيت أقدامها، متجاهلة معاناة ملايين النازحين والجوعى. إن هذا التحالف ليس سوى امتداد لنظام الإنقاذ البائد، الذي يسعى لاستعادة أمجاده على حساب دماء الشعب.
ثالثًا: الكيزان وطيران الجيش.. أداة قصف المدنيين
من أخطر الحقائق التي كشفت عنها الأزمة الحالية هي السيطرة الكاملة للكيزان على قطاع الطيران العسكري في الجيش. هذا القطاع، الذي يُفترض أن يكون أداة للدفاع عن الوطن، تحول إلى آلة لقصف المدنيين وتدمير الأحياء السكنية. الغارات الجوية العشوائية التي استهدفت الأسواق والمستشفيات والمدارس لم تكن أخطاء عسكرية، بل قرارات متعمدة نفذها أفراد ينتمون إلى تنظيم الكيزان، يتحكمون في غرف العمليات العسكرية. هذه الجرائم تؤكد أن الحرب العبثية التي يخوضها الجيش ليست ضد الدعم السريع فحسب، بل ضد الشعب السوداني نفسه.
رابعًا: الانتقام من ثورة الحرية
في صميم هذا الصراع يكمن دافع الانتقام. الكيزان، الذين خسروا سلطتهم بعد ثورة ديسمبر 2018، لم يتقبلوا هزيمتهم. الشعب السوداني، الذي خرج إلى الشوارع مطالبًا بالحرية والعدالة، أصبح العدو الأول لهؤلاء. من خلال سيطرتهم على البرهان وقادة الجيش، يعمل الكيزان على إطالة أمد الحرب، ليس فقط لاستعادة النفوذ، بل لمعاقبة شعب أطاح بنظامهم. هذا الانتقام يتجلى في تدمير البنية التحتية، تشريد الملايين، وتجويع السكان، وكأن الحرب أصبحت أداة لتصفية حسابات سياسية.
صوت الشعب لا يُكمم
إن ما يحدث في السودان اليوم هو فصل جديد من فصول الظلم التي بدأت مع نظام الإنقاذ. لكن الشعب السوداني، الذي أثبت صموده في وجه القمع والخيانة، لن يصمت. الحقائق تتكشف، والأكاذيب تنهار، وصوت الثورة يظل يدوي رغم القصف والدمار. على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية أن تتحمل مسؤوليتها في فضح هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها. أما الشعب السوداني، فسيواصل نضاله حتى يتحقق حلمه بالحرية والكرامة، مهما طال الزمن.
تعليقات
إرسال تعليق